أنت و حسب!
- jawahermalthani
- Dec 14, 2023
- 2 min read
من الأمور التي لا نراها في المنتجعات الصحية هي اللافتات.. لافتات تدلنا على الأماكن.. لافتات تدلنا على المكان الذي نريد أن نذهب إليه أو المكان الذي نُوجد فيه. لماذا؟ لأنه لا بأس في أن نضيع.. لا بأس في أن ننسى أنفسنا و مكاننا لوهلة.. فهذا هو الهدف.
لا بأس في أن ننسى أنفسنا في الطرق السريعة الطويلة، بين كل لافتة و لافتة، تدلنا على أن طريقنا صحيح و غير خاطئ.
فبنسياننا أنفسنا، نضيع في داخلنا لا في الخارج، و كلما ضعنا في أنفسنا من الداخل، كلما وجدنا روحنا الحقيقية في الخارج. روحنا التي تعرف ماذا تحب و ماذا تكره.. روحنا التي تعرف ماذا تحترم و ماذا تحتقر.. روحنا التي تفهم مخاوفها و دورها و مرادها في الحياة. روحنا التي تسطر أحلامها و رؤيتها و تصنع طريقها في العالم.
و لهذا السبب الأشخاص الذي يقدرون على أن يكونوا لوحدهم أسعد و أفضل حالاً من الأشخاص الذين لا يعرفون أن يكونوا لوحدهم، جالسين مع أفكارهم. الفئة الأولى تعرف نفسها أكثر من الفئة الثانية، أما الفئة الثانية فضائعة و تخاف الجلوس مع نفسها و رؤية حقيقة نفسها.
لا تخافوا من البحث في داخلكم.. من العثور على شخصكم في الداخل. اجلسوا معه، و تحدثوا معه. اعرفوا عنه أكثر و عن خططه و قيمه و مبادئه، و حاولوا التعبير عنه أكثر في الخارج. كونوا أنتم من الخارج كما أنتم من الداخل. هذا ما يميز الانسان و يرفع قيمته في الحياة، اختلافه عن غيره لا تشبّهه بالآخرين. فالجميع قادر على التقليد و لكن لا أحد يستطيع أن يكون أنت، بكل أصالتك. و أصالتك تصل إليها بالبحث في نفسك، بالتمسك بروحك الداخلية و رغباتها و أحلامها و رؤيتها حتى و إن لم تُعجب البعض أو لم يوافق عليها الآخرين. و كما قال غاندي: "في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر”.
أنت تنتصر عندما تجد "نفسك" في النهاية. لا عندما تصل إلى النهاية. تفوز بنفسك و لنفسك، و عندها يكون للفوز طعم آخر مميز لأنه بلسانك.. و يدك و قدمك. أنت من انتصرت لا المجتمع و لا العالم و لا الناس. نفسك الأصيلة هي من قادتك و ستقودك إلى الفوز. إذاً، فأنت تفوز فقط، عندما تكتشف روحك الداخلية، و تعمل على ما تحب، و تمشي في طريقها. هكذا تكون أصيلاً.. عندما تكون أنت ولا أحد سواك!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
Comments