البروباغندا الإسرائيلية!
- jawahermalthani
- Nov 29, 2023
- 2 min read
البعض ضحك من الفيديو الذي صورته القوات الإسرائيلية في مشفى الشفاء في غزة حيث ظهر الجنديالإسرائيلي و هو يشير إلى جدول كُتبت فيه أيام الأسبوع و يدلل على أنها قائمة أسماء إرهابين يريدون أنيقتلوا الإسرائيليين. هذا الفيديو وهذه البروباغندا الإسرائيلية لم تكن مُوجهة للعرب والفلسطينيين بل كانتمُوجهة للغرب و للعالم كي يصدقوا بأن الفلسطينيين إرهابيين و أن تدمير المشفى كان القرار الصائب و ليس جريمة حرب! لكن هذا الفيديو لم يكن الوحيد الذي أضحكنا في الشهر الماضي، حيث كان هناك فيديو مزيف يسبقه، صوره الاسرائيليين لممثلة تدعي بأنها ممرضة فلسطينية في مشفى في غزة، تسيطر عليه حماس و تسرق معداته من الأطفال المحتاجين!
الإسرائيليون يفعلون اليوم، ما كانت ألمانيا النازية تفعله مع العالم. يحاولون تلميع صورتهم و غسل تاريخهم و أفعالهم الشنيعة، بالأموال و الدعاية الكاذبة.
هوليوود و الشركات الغربية الإعلامية العملاقة تحكي الرواية الاسرائيلية منذ أكثر من ٧٠ سنة. الأموال و الاعلام الغربي غسل صورة إسرائيل و جعلها دولة متطورة و ديموقراطية و الصديق الاوفى للغرب في "الشرق الأوسط" الذي صنعوه! حيث رسم الغرب الإسرائيليين كأناس مثلهم، يشبهونهم، يحبون السلام و الفن و العلم و الثقافة في بقعة غير متحضرة من الكرة الأرضية! و في المقابل، أظهر الاعلام الغربي و هوليوود، المسلمين و العرب و منهم الفلسطينيين على أنهم مجموعة إرهابيين همج غير متحضرين يجوبون الصحراء و لا يهمهم سوى الملذات الدنيوية!
هذه الدعايات الإسرائيلية و الغربية عن المسلمين و العرب و الفلسطينيين تُعرض و تُعاد على أذهان و عيون العالم منذ أكثر من ٧٠ سنة. و لهذا نجد البعض لا يصدق صور و فيديوهات قتل الأطفال في غزة، لأن البروباغندا الإسرائيلية تلعب في عقولهم منذ عقود! و لهذا نرى البعض لا يفهم بأن قتل الفلسطينيين بدأ قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ بسنين رغم أن المعلومات عن نكبة الفلسطينيين و من ثم النكسة و الانتفاضة الأولى و الثانية كلها موجودة و موثقة في كتب التاريخ و على الانترنت بالصوت و الصورة!
إسرائيل لم تخسر الحرب الإعلامية بعد، و لكنها لم تفز بها أيضاً. فهي لا تزال ذات سطوة سياسية و مالية على الشركات الإعلامية الكبرى التي كانت حتى وقت قصير تمتنع عن ذكر المجزرة التي تقوم بها إسرائيل في غزة، إلى أن اُحرجت هذه القنوات بأفعال إسرائيل الشنيعة المتكررة و بدأت هذه القنوات بالحديث-نوعاً ما-عن القتل اليومي في غزة.
المعركة الإعلامية ضد إسرائيل و من يدعهما طويلة، و لكن فرص نجاحها عالية، لأن اسرائيل تبقى رغم كل ما تفعله، دولة متصهينة عنصرية مُحتلة بُنيت على قتل و دمار و تشريد الفلسطينيين و العرب. و نستطيع أن نبدأ بكشف دعاياتها الكاذبة و التوعية حول حقيقة ما يحدث في غزة و الضفة الغربية و الأراضي الفلسطينية المحتلة، و حول حقيقة المسلمين و العرب و الفلسطينيين.
نستطيع الوقوف ضد الأفلام و المسلسلات الغربية التي لا تزال تصور المسلمين و العرب بصورة الإرهابين الجهلة الهمجين و الأشرار! فلنقف معاً أمام الدعاية الإسرائيلية الكاذبة و نقول: لا! لن نقبل هذه الترهات! لا للأبد!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
Comments