top of page
Search

الثقافة العربية دون المستوى

 

كتب ادوارد سعيد في مقالته المنشورة بعنوان "السياسة الثقافية" المنشورة في الأهرام ويكلي بتاريخ ١٠ مايو ٢٠٠٠: "لم يكن هناك روائي عظيم غير واحد (نجيب محفوظ)، و انما سلسلة كاملة في التأليف و الدراما و السينما و النحت و الرسم و الموسيقا و الانتاج الفني الهائل.." و من ثم يكمل سعيد كلامه قائلاً: "رغم ذلك يشعر المثقفون العرب بعدم وجود اعتراف كامل في هذا الواقع الثقافي العظيم في بقية العالم…".

يفسر سعيد هذا الواقع بأن "الغرب الانجلوسكسوني و الفرانكفوني يستخدم ترجمات أغلبها رديئة و ليس كلها، و من الواضح (أنه لا يعرف) الكثير عن البيئة و التقاليد التي يعمل في الكتاب و المثقفون العرب.." ثم يعطي سعيد مبرر آخر ألا و هو "العداء الثقافي و الديني الموجود بين الغرب و العرب و تاريخ الاستشراق و مشكلة اسرائيل و غياب اي سياسة ثقافية جادة.. و الجهل المتبادل الصاعق بين الثقافات الذي يؤدي بكل منها الى العيش لوحدها…".

مقالة ادوارد سعيد كانت نتاج تأمل لمخرجات العرب من ثقافة و فن وأدب في القرن العشرين، و الذي شهد تطور في الثقافة العربية في شبه الجزيرة العربية و بغداد و دمشق و بيروت و القاهرة و غيرها من المدن العربية الممتدة بين قارتي آسيا و أفريقيا.

 و نتساءل بعد ما يزيد عن العشرين سنة في ظل تطور وسائل المواصلات و الاتصالات و التكنولوجيا.. هل تغيرت نظرة العالم للثقافة العربية؟

الإجابة الحقيقية معقدة و طويلة، و الإجابة المختصرة هي أن نظرة العالم للثقافة العربية لم تتغير كثيراً، و الثقافة العربية لم تحصل على الانتشار و الاحترام المُستحق.

لا تزال الثقافة العربية و معها الفن و الأدب العربي حتى اليوم مخفية عن زاوية نظر العالم من الشرق و الغرب. يحتاج المرء (الباحث و المطلع و القارئ المهتم) إلى أن يحني رقبته ليجد الثقافة العربية، كما هو الحال عند قيادة السيارة و النظر من المرآة الجانبية لمحاولة رؤية النقطة العمياء من السيارة.

هناك عدم انتشار و قلة اهتمام بالمخزون الثقافي العربي من قبل العالم. و كما يشرح ادوارد سعيد تتعدد الاسباب، و من أهمها و الذي ما زال قائماً، الجهل بالثقافة العربية و الترجمة السيئة للأدب و الفن و الثقافة العربية و العداء العنصري للثقافة العربية التي يتم ربطها بالثقافة الاسلامية رغم أن معظم مسلمي العالم اليوم ليسوا عرب، كما أن ليس كل العرب مسلمين!

هذا الحال يجب ان يجعلنا نهتم أكثر بجودة الترجمة التي نخرجها للعالم. كما أن الثقافة العربية اليوم يجب أن تواكب التطورات البنيوية و الرياضية و الاقتصادية و الاجتماعية التي مرت و تمر بها الدول العربية خلال العشرين عاماً الماضية، و هذا جزء من السبب الذي يجعل البعض يلتفت بعيداً عن الثقافة العربية، فهم ينظرون بانبهار إلى التطورات التي مرت بها الدول العربية من القرن العشرين و حتى اليوم، و الذي غير في قسم منه، أجزاء من الهوية العربية، و عندما يتمعنون في الثقافة العربية يجدونها دون المستوى من حيث مواكبة التطورات.

ثقافتنا العربية كنز. لغتنا العربية كنز، عنون بها جاك لانغ كتابه "اللغة العربية كنز فرنسا" و الذي يحض فيه فرنسا على تعليم اللغة العربية في مدارسها. و نحن اولى بالاهتمام و العناية بها و بثقافتنا.

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق




 
 
 

Recent Posts

See All
ليلة ضحك و دموع

الانسان عبارة عن كتلة مشاعر وطاقة تحتاج إلى التفريغ من حين لحين آخر. ولذلك يضحك الانسان ويغضب ويبكي ويتذمر ويتحدث مع الآخرين. أو مع نفسه!...

 
 
 
سبب نجاح العلاقات!

يتناول مسلسل (TELL ME YOU LOVE ME) العلاقات العاطفية لمجموعة من الأزواج بطريقة تحليلية لمشاكلهم اليومية والمتراكمة. و ما أعجبني في...

 
 
 
ثورة الجامعات الامريكية!

ما بدأ الأسبوع الماضي في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الامريكية هو حدث تاريخي. قام الطلاب في جامعة كولومبيا بالتظاهر والاعتصام...

 
 
 

Комментарии


bottom of page