اللعبة الإسرائيلية
- jawahermalthani
- Dec 5, 2023
- 2 min read
خلال الشهر الماضي و منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، و التفات العالم إلى ما يحدث في غزة و إسرائيل الصهيونية، و الكثير يتساءل: لم لا يهتم الناس بإيقاف المجزرة في غزة؟ لم لا تتحرك الدول و خاصة الغربية، لتواجه إسرائيل الصهيونية؟ لم تمر صور الأطفال القتلى و الجرحى و الهلعين أمامهم مرور الكرام! بل ان البعض منهم يصل به الحال إلى عدم تصديق هذه الصور و تكذيبها! هل هو الضمير المنعدم؟ أم الإنسانية الميتة للعالم؟ لم غاب النواح الغربي الذي شاهدناه عندما غزت روسيا أوكرانيا؟ هل هي عنصرية مقيتة اتجاه العرب و المسلمين فقط أم أن الأمر أكبر من ذلك؟
أجوبة هذه التساؤلات لا يكفيها مقال واحد، و لكني سأحاول أن أتناولها باختصار في مقالي هذا.
حاول اليهود-ونجحوا نوعاً ما-منذ قرون في تحسين صورتهم أمام العالم، و صرفوا من أجل ذلك الكثير من الأموال، و توغلوا في المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية و العلمية و الإعلامية و الاكاديمية في أوروبا و الولايات المتحدة الامريكية بل و أنهم نجحوا في استصدار فتوى بتبرئتهم من قتل المسيح من البابا نفسه، و أصبح من يذكر هذا الأمر "معادٍ للسامية"! كما يذكر الكاتب الراحل ممدوح عدوان في كتابه (تهويد المعرفة)، بأن من الطرق التي استخدمها اليهود لتغيير التصورات حولهم هي خلق أصول يهودية لكل نبي أو مخترع أو فيلسوف حتى يقنعوا العالم بتجذرهم التاريخي، و لتصبح قضية اليهود جزء من قضايا التحرر في العقل الغربي.
اليهود تعمقوا منذ قرون في الدهاليز السياسية و الاقتصادية و الثقافية و العلمية و الإعلامية و الاكاديمية في أوروبا بل و ان الولايات المتحدة الامريكية تأسست بفكر يهودي كما ينبه ممدوح عدوان في كتابه. و لذلك نجد الرواية الإسرائيلية الصهيونية للأحداث التاريخية في فلسطين موجودة و مُصانة و مُدافع عنها من قبل أوروبا و الولايات المتحدة الامريكية، لأنها الرواية التي أرضعها الإسرائيليون لأوروبا و أمريكا منذ عقود و من الصعب تغييرها في شهر أو شهرين، و إن فاض الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي بصور الأطفال الفلسطينيين القتلى!
اللوبيات الإسرائيلية في اوروبا و أمريكا قوية و متماسكة و تلعب لعبة خادعة، تتحكم هي بسياقها و روايتها. و حتى ينتصر العرب و الفلسطينيين في هذه اللعبة، عليهم أن يلعبوا هذه اللعبة، و أن يتوغلوا اعلامياً و ثقافياً و اقتصادياً و اكاديمياً و علمياً حول العالم، و أن يوصلوا الصوت العربي و الفلسطيني للعالم و ألا يكتفوا باللعبة السياسية! بهذه الطريقة سنغلبهم في لعبتهم، فالصوت الفاصل هنا هو الحق، و كما قيل سابقاً: " للباطل جولة ثم يضمحل وللحق دولة لا تنخفض ولا تذل".
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
Comments