النجاح وراء "الفشل"
- jawahermalthani
- Feb 9, 2024
- 2 min read
البعض يظن أن الفشل هو أسوأ شيء قد يمر فيه الانسان.
الحقيقة أنه ليس الفشل و لكنه الخضوع و الاستسلام و الاحباط بعد الفشل. الفشل في نفسه لم يكن يوماً شيئاً سيئاً أو عدواً للمبدعين. لو كان كذلك لما كان هناك الكثير من المبدعين اليوم، فمعظم الأعمال العظيمة لم تبدأ بأول محاولة أو انتهت في محاولة وحيدة. ولكنها كانت نتاج العديد من المحاولات و الكثير من الفشل والاستمرار والسعي والرغبة في تحصيل عمل رائع و مستقبل مبهر.
هناك فريق يجعل فكرة الفشل مانع يعيقه عن القيام بكل خطوة أو عمل عندما يكون أحد الاحتمالات الفشل الذريع، فلا يقوم بهذا العمل أو ذاك.
وهناك فريق آخر لا يجعل فكرة الفشل توقفه عن العمل الذي يريد القيام به سواء كان بدء شركة جديدة أو الاستقالة من الوظيفة أو الانضمام إلى نادي قراءة أو محاولة تعلم حرفة جديدة. هذا الفريق يقوم بالعمل الذي يريده ولكنه يقوم به وفزاعة الفشل خلفه وفوق رأسه، فهم سيكتبون الرواية، ولكنهم سيكتبونها و رأي المجتمع نصب أعينهم.. سيبدؤون شركة جديدة ولكنهم سيحتفظون بوظيفتهم الاصلية.. سينضمون إلى نادي القراءة ولكنهم لن يشاركوا فيه مشاركة فعالة.. سيحاولون تعلم حرفة جديدة، ولكنهم سيبقون طوال أعمارهم في مرحلة التعلم خوفاً من الانطلاق لأبعد من ذلك و من ثم الفشل.
وهناك الفريق الثالث الذي يبدأ ويرسم ويخلق وينتج ويفعل دون أن يخاف خوفا مشلاً أو مقعداً من الفشل.. هذا الفريق هو الفريق الذي يغيّر العالم.
عندما طُرد ستيف جوبز من آبل في الثمانيات من الشركة التي بدأها و كبرها لم يستسلم أو يفقد الأمل و يعترف بفشله، بل ذهب و أنشاء شركة نيكست لمنافسة آبل، وأدارها حتى اليوم الذي خسرت فيه شركة آبلوطلبت رجوع ستيف جوبز إليها. عندها استحوذت آبل على نيكست و رجع جوبز لشركته التي أسسها.
هذه ليست دعوة إلى التهور والاقدام الأعمى. ولكنها دعوة إلى التفكر وحساب المخاطر بشكل عقلاني ومنطقي وعدم الانصياع وراء هواجس الفشل و وسواسه و سيناريوهات الفشل، لأنها لا تنتهي ولا حدود لها.
هناك دائماً احتمال للفشل في كل شيء جديد نقوم به فاحسبوا احتمال الفشل، فإذا كان في نطاق النسبة المعقولة افعلوا الأمر ولا تخافوا الفشل، بل اجعلوه حافزاً لكم، تتعلمون منه و يحسّن من تجاربكم، فمثلاً لو صنعتم عمل فني ولم يحصد أي إعجاب أو تلقى رفضاً، اجعلوا الرفض بوصلة لكم عند القيام بعمل فني جديد بحيث إنكم لا تعيدون أخطائكم الأولى أو إنكم تسمعون الصديق الذي نصحكو في العمل الفني الأول و أهملتم كلامه.
في كتاب (شركة الإبداع) تتناول ايمي والس و أيد كاتمل رئيس شركة بيكسار، نجاح الشركة الكبير في بداياتها و أنه و بسبب ذلك، كان الكثير من الموظفين يخافون من الفشل وبالتالي يخافون من إطلاق العنان لأفكارهم و ابداعهم لأن الشركة كانت معتادة على النجاح، وبالتالي كانت هناك ثقافة سائدة-وإن كانت غير مُقالة-بأنه لا يجب أن يكون هناك فشل في الشركة. و نتيجة لذلك، اضطروا في إدارة بيكسار إلى عقد الاجتماعات و المناقشات اليومية حتى لا يخاف الموظفين من طرح الأفكار الجديدة و يقوضون حاجز الخوف من الفشل.
الفشل هو عدم الفعل أما أن يقوم المرء بفعل أو عمل ما ولا ينجح فيه، فهذا ليس فشلاً، بل محاولة. الفشل هو الاستسلام.. هو الخضوع للإحباط.. هو عدم المحاولة وتبرير ذلك. و من يخاف الفشل لا يفعل و إن فعل، يفعل فعلاً ناقص. و ذلك هو الفشل الحقيقي.
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
Comments