عن مبادئنا و أفكارنا

أكثر ما يساعدنا على المضي في حياتنا قدماً، ليست أموالنا أو مكانتنا الاجتماعية أو وظائفنا. بل الأشخاص الذين نحبهم ويحبوننا وعقليتنا نحو المتاعب التي تواجهنا والمبادئ والمفاهيم التي نبني عليها كل يوم في حياتنا.

ومبادئ ومفاهيم المرء تتنوع، فالبعض يتصدر أهم مبادئه الحرص على العناية بأفراد العائلة والبعض يحرص على الإخلاص في العمل والبعض يهتم بخدمة ومساعدة المحتاجين.

ومن المبادئ الجميلة التي يحرص عليها اليابانيون هي مفهوم (Gaman) ومعناه تحمل المتاعب والمشقات بصبر وكبرياء أي بكرامة ودون التذمر في الأوقات الصعبة.

ومن المفاهيم اليابانية القريبة من القامان (Shikata Ga Nai)، ومعناه أنه لا يمكنك فعل شيء تجاه الموقف الذي يواجهك. أي إنه يجب عليك تقبل ما يحصل لك أياً كان بالقبول نفسه للأمور الجيدة التي تحصل لك. وهناك أيضا (Oubaitori) وفكرة أن كل شجرة تزهر في وقتها وعلى طريقتها الخاصة، ومعنى ذلك أنه لا يجب على المرء أن يقارن بين وضعه ووضع شخص آخر. كل انسان له طريقه الخاص الفريد والمميز، وبدل المقارنة، احتفل بنفسك واتبع طريقك الخاص.

والمبادئ الأقرب لقلبي هي تلك التي نأخذها من ثقافتنا العربية والاسلامية والتي جعلناها نهجاً في حياتنا، كأن نقول عندما تصيبنا مصيبة: قدر الله وما شاء فعل، استناداً الى قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا، وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).

فنحيل أمرنا الى الله في كل أمورنا توكلا وتسليما وقناعة ونمضي في أعمالنا دون الالتفات الى الوراء أو إلى ما كان يمكن حدوثه أو عدم حدوثه.

وكذلك من المفاهيم التي يجب أن نضعها نصب أعيننا الآية القرآنية في سورة الشرح: (فَإِنَّ مَعَ ٱلعُسرِ يُسرًا (5) إِنَّ مَعَ ٱلعُسرِ يُسرا) (6). و فيها كل أنواع الطمأنينة للإنسان، فكيف لعسر أن يغلب يسرين؟ وكيف للانسان الا يرتاح والله يعده اليسر مع العسر لزاماً!

على الانسان أن يختار المبادئ والافكار والمفاهيم التي ستقود حياته. هناك الكثير منها، وعلينا ان نحرص على اختيار الايجابي منها وتلك التي ستخدم حياتنا وعلاقاتنا وعملنا. ففي بعض الاحيان، كل ما يحثنا على الاستمرار في حياتنا هي كلمة أو مفهوم نحفظه ويعيننا في أيامنا الصعبة.

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر