فلسطين أكثر من خبر و أكبر من رقم!

(الخبر الأول)

سنت اسرائيل قانون تمنع فيه بث قنوات أجنبية من على أراضيها المحتلة. و كان على قائمة هذه القنوات التي تريد منعها من بث أخبار اسرائيل المحتلة، قناة الجزيرة.. التي صدّقوا هذا القانون من أجلها بل و سموه قانون الجزيرة!

و تدعي إسرائيل المحتلة و ساستها القتلة، بأن قناة الجزيرة تشوه صورة إسرائيل و تحرض عليها! و كأن إسرائيل بحاجة إلى أن يشوه صورتها! فهي تفعل ذلك بنفسها كل يوم و على مرأى من العالم!

لا تنسوا بأننا نتحدث عن إسرائيل المحتلة.. الكيان الذي يدّعي مع دول الغرب بأنها "الدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة"! و هذه "الدولة الديموقراطية" تريد أن تمنع بث قناة الجزيرة من أراضيها المحتلة و الدول الغربية لا تمانع ذلك!

"قانون الجزيرة" هدفه هو منع نقل جرائم إسرائيل المحتلة للعالم. غايته هو تلميع صورة إسرائيل السوداء. هدفه هو التحكم فيما يراه العالم عن إسرائيل المحتلة و ساستها و أولهم نتنياهو الذي الاسرائيليون ضده يومياً.

شعار الجزيرة هو (الرأي و الرأي الآخر)، و إسرائيل المحتلة تريد أن تنقل للعالم رأيها و حسب. و نحن علينا ألا نتوقف عن نشر الأخبار التي تذاع عن الفلسطينيين في غزة و الضفة الغربية و الأراضي الفلسطينية المحتلة. علينا أن نحرص على نشر و إيصال الحقيقة للناس و العالم، و إن توقف بث جميع القنوات من إسرائيل المحتلة! فأصوات الرجال و النساء و الأطفال و الشيوخ و الشهداء و المصابين و الأسرى لا تزال تصلنا عبر كاميرات الجوال من غزة و الضفة الغربية و إسرائيل المحتلة. و الحق مثل الشمس لا تُغطى بغربال!

(الخبر الثاني)

انطلقت سفينة مساعدات في الشهر الماضي نحو غزة محملة بنحو ٤٠٠ طن من المواد الغذائية إلا أنها عادت إلى ميناء لارنكا في قبرص بعد قتل إسرائيل المحتلة لسبعة عاملي اغاثة من منظمة المطبخ العالمي بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

قتلت اسرائيل المحتلة عاملي الاغاثة رغم تنقلهم بسيارة تحمل علامة المنظمة على سطحها و رغم اعطائهم للجيش الإسرائيلي لمسار تحركاتهم في غزة. هذه ليست أول مرة تقتل إسرائيل المحتلة مدنيين في حربها التي تقول بأنها تستهدف فيها "منظمة حماس" فقط. فقد قتلت و استهدفت الأطفال و النساء و الصحفيين و الأطباء و عمال الدفاع المدني و المصابين و الشيوخ و المعاقين و الأسرى.. باختصار قتلت إسرائيل المحتلة أي شخص في مجال رؤية دباباتها و طائراتها و جنودها.

و جريمة إسرائيل المروعة هذه و المتمثلة في قتل عاملي إغاثة أتوا من كل بقاع العالم ليقدموا الطعام للجياع في غزة، لها طعم خاص لإسرائيل، التي أرادت أن تخوف المنظمات الانسانية و العاملين على الإغاثة في غزة و الراغبين في الدخول إليها لينقذوا ما و من يمكن إنقاذه مما تبقى في غزة! إسرائيل التي تريد أن تجوع الفلسطينيين و تبقيهم في حالة مجاعة دائمة، أرسلت هذه الرسالة التحذيرية للمنظمات الإنسانية.. إن ساعدتم الفلسطينيين سنقتلكم.. و من ثم سنقول بأنه كان عن طريق الخطأ حتى ينسى الناس هذا "الخبر"!

(أخيراً)

ما يحدث في غزة و الضفة الغربية و الأراضي المحتلة الفلسطينية للفلسطينيين هو أكثر من خبر.. و أكبر من رقم. ما يحدث يؤثر عليهم و على حياتهم و مستقبلهم و تاريخهم. علينا أن نتذكر ذلك، و أن نتصرف بناء عليه دائماً.

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر