من أجل كل البشرية!
- jawahermalthani
- Jan 2, 2024
- 2 min read
يتناول مسلسل "For All Mankind" قصة تاريخ بديل، يفوز الاتحاد السوفيتي فيه بوصول أول رائد فضاء سوفيتي إلى القمر قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ليحتدم السباق نحو الفضاء و تنضم دول أخرى فيه، و تستمر الأحداث حتى الوصول إلى البحث عن معادن في القمر و من ثم السباق نحو المريخ في سباق فضائي لا ينتهي بين أمم الكرة الأرضية.
يطرح المسلسل واقع خيالي معاكس لحاضرنا.. لا وجود للحرب الباردة.. الدول تتعاون مع بعضها البعض للمصلحة العليا.. علاقات الولايات المتحدة الأمريكية "ودية نوعاً ما" مع روسيا و الصين.. تم القضاء على الاحتباس الحراري.. موظفي شركات البترول يحتجون على خسرانهم لوظائفهم.. تم استعمار كوكب المريخ، و غيرها من أحداث المسلسل.
من أهداف الفن، هو أن يرينا الوجه الآخر من العملة. كما نسمع طرف.. نسمع الطرف الآخر، و كما نحلم بقصة نريد تحققها.. نتمعن بالقصة التي نتخلى عنها في المقابل. و من الأمور التي أحببت مشاهدتها في هذا المسلسل، هو التعاون بين النقيضين.. التعاون الذي لم نره حتى هذه الدقيقة سوى على الشاشة الفضية و التي صورها هذا المسلسل، ألا و هو التعاون بين الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد السوفيتي (أو روسيا اليوم).
يصور المسلسل علاقة تعاونية و تكاملية بين السوفييت و الأمريكان في الفضاء، يتم فيها مشاركة الخبرات و المعدات و التجارب فيما يحقق مصلحة البشرية الكبرى و يضعها فوق مصالح الأفراد و الدول. و طبعاً هذا مسلسل درامي في الأول و الأخير، و الأكيد أنه يحمل مشاهد كثيرة يتصادم فيها الامريكان و السوفييت، و لكن مشاهدة هذا التعاون المتخيّل بين أكبر قوى العالم في مسلسل تلفزيوني كان جاذباً و باعثاً على التفكير! ماذا لو اتفقت القوى العظمى في الكرة الأرضية، على وضع حل فوري لإنهاء تغير المناخ و الاحتباس الحراري أو كما سماه سكرتير الأمم المتحدة انتونيو غوتيرس "عصر الغليان العالمي"! ماذا لو تعاونت الدول على إيقاف المآسي في غزة و الضفة الغربية و السودان و الكونغو و أوكرانيا؟ ماذا لو تكاتفت الدول و حلت مشكلات اللاجئين حول العالم؟ ماذا لو وضعت دول العالم أنظمة لمحاربة العنصرية اتجاه اللون و العرق و الدين!
من مميزات الفن، إعطاء الأمل لمتابعه و مشاهده و متأمله. و مسلسل "For All Mankind" يعطي الأمل بواقع آخر.. بتاريخ بديل قد لا يكون مشرق أكثر من واقعنا الحالي، و لكنه صورة أخرى، قد نرغب في الحصول عليها أو الحصول على نسخة محسنة منها أو قد نكتفي بواقعنا و محاولة تحسينه. و على كل حال، أنا أتمنى أن يتعاون الانسان مع نظيره، و أن نحقق المصلحة البشرية الكبرى في المستقبل.. بعيداً عن المصالح الفردية و استعراضات القوة و السلاح.... الانسان، فقط، و رغبته الحقيقية في تحسين الكرة الأرضية!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
Comments