top of page
Search

هل الطيور حقيقية؟




هل تعرفون أن الطيور ليست حقيقية؟

في سبعينيات القرن الماضي، بدأت الحكومات بقيادة الحكومة الأمريكية باستبدال الطيور بدرونات للتجسس و تتبع المواطنين عبر عيون الطيور و السوائل التي تخرج منها و تتساقط "بقصد" على الناس و سياراتهم!

هذه في الواقع، نظرية مؤامرة يصدقها البعض حول العالم! ابتدأت قبل خمسين سنة تقريباً، و من ثم انتشرت مرة أخرى بيد الشاب الأمريكي بيتر مكندو في عام ٢٠١٧، الذي سلط الأضواء عليها كمزحة، سُرعان ما تلقفها الناس! مكندو يعرف بأن الطيور حقيقية، و لكنه أراد لفت الانتباه إلى سرعة انتشار "الأخبار الكاذبة" و مدى تصديق الناس لها! و على الرغم بأن بيتر مكندو قد خرج بعد ذلك ليقول بأن الأمر كله كذبة و أنه لا يصدق فعلاً بأن الطيور ليست حقيقية، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الناس الذين يصدقون أن الطيور ليست حقيقية و أن كلامه جزء من المؤامرة الكبرى!

نظريات المؤامرة لها جمهورها الوفي. و هي تعطي أصحابها شعور للانتماء لقضية كبرى (أعظم منهم). و تعطيهم سبب للعيش و الحياة، و قد تجعلهم يشعرون بأنهم أذكى و أفهم من غيرهم الذين لا يرون ما يرونه! و لهذه الأسباب تجذب نظريات المؤامرة الكثير من الناس، خاصة و أنها لا تحتاج إلى أدلة دامغة لإثباتها! لو وُجدت الأدلة بسهولة و يُسر لم تكن لتكون "مؤامرة" لأن أصحابها لم يخفوها بشكل جيد!

و نظريات المؤامرة ليست موضوع غريب على العالم العربي. هناك الكثير من نظريات المؤامرة المنتشرة لدينا و التي لا يزال الكثير من الناس يُصدقها، مثل النظريات التي انتشرت بعد أحداث ١١ سبتمبر في أمريكا، و أن أسامة بن لادن و صدام حسين لا يزالون أحياء حتى اليوم و أن التطعيم ضد الأمراض خُدعة المقصد منها تخفيف أعداد الناس كيلا يتم القضاء على مصادر الأرض و غيرها من النظريات. و لا أنسى الجملة الشهيرة التي يقولها كل حاكم عندما يُهدد حكمه: "هناك مؤامرة تُحاك ضدي!". و كأن الفقر و الفساد و عدم الأمان الذي انتشر في عهده ليست أسباب كافية لإخراجه من منصبه!

رجعت إلى الساحة الدولية هذه الأيام قضية الفضائيين و الأطباق الطائرة (UFOs)، و الكثير من نظريات المؤامرة حاوطت هذه المواضيع من أيام صعود الانسان على سطح القمر في عام ١٩٦٩، و الذي يقول البعض بأنه كذبة و أنه أيضاً من نظريات المؤامرة التي حاكتها الحكومة الأمريكية للفوز على الاتحاد السوفيتي في السباق نحو الفضاء!

هذه المواضيع بيئة خصبة لنظريات المؤامرة، لأن الانسان العادي لا يملك المعرفة و لا الوصول السهل إلى معلومات هذه المواضيع. و الحل الذي يجعله قادراً على مجابهة الأخبار الكاذبة و المؤمنين بنظريات المؤامرة، هي عبر إعمال العقل و المنطق و البحث عن المعلومات الصحيحة و الموثقة من مصادرها الدقيقة.

لا تعتمدوا على الأحاسيس عندما يأتي الأمر إلى ايمانكم بقضية معينة. لا تسلموا عقولكم لأحد بسهولة. ابحثوا عن المعلومات، و لا تكتفوا بما هو منشور على الواتساب. لا تقرأوا المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي بإيمان. ابحثوا فيما وراء ذلك، في نوايا صاحب المعلومة و ما وراء المعلومة، و حققوا في المعلومة و المصادر المختلفة حتى يقنعكم الجواب!


ملاحظة: هذا المقال ليس جزء من مؤامرة كبرى تبعد سعيكم عن نظريات المؤامرة.


جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق


 
 
 

Recent Posts

See All
ليلة ضحك و دموع

الانسان عبارة عن كتلة مشاعر وطاقة تحتاج إلى التفريغ من حين لحين آخر. ولذلك يضحك الانسان ويغضب ويبكي ويتذمر ويتحدث مع الآخرين. أو مع نفسه!...

 
 
 
سبب نجاح العلاقات!

يتناول مسلسل (TELL ME YOU LOVE ME) العلاقات العاطفية لمجموعة من الأزواج بطريقة تحليلية لمشاكلهم اليومية والمتراكمة. و ما أعجبني في...

 
 
 
ثورة الجامعات الامريكية!

ما بدأ الأسبوع الماضي في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الامريكية هو حدث تاريخي. قام الطلاب في جامعة كولومبيا بالتظاهر والاعتصام...

 
 
 

Comments


bottom of page