هل تريد الفوز؟
- jawahermalthani
- Nov 22, 2023
- 2 min read
لو افترضنا وجود مجموعتين في غرفتين مغلقتين، و طُلب من كلاً منهما إيجاد أدلة تُساعدهم على فتح الباب و الخروج أولاً قبل المجموعة الأخرى. فقامت المجموعة الأولى بتوزيع المهام بين أفرادها و وضع خطة لحل لغز الباب المغلق، و بدأت المجموعة الثانية بالعمل فوراً على محاولة حل اللغز بلا خطة أو تنسيق بين أعضاء المجموعة. أي المجموعتين تتوقع خروجهما من الباب أولاً؟ احتمالات فوز المجموعة الأولى أعلى بكثير من احتمالات المجموعة الثانية. لماذا؟ لأنهم لعبوا بوجود خطة و هدف و لم يلعبوا اعتباطاً و بشكل عشوائي.
و هذه الطريقة التي يلعب بها الكثير من الناس ألعابهم.. بالتخطيط و وضع الأهداف للفوز.. و لا يفعلون الشيء نفسه في حياتهم.
الجميع يريد الفوز في لعبة الحياة، و لكن كم شخص يسعى من أجل ذلك؟ لا يكفي أن يكون للإنسان أحلام، بل يجب عليه أن يفكك حلمه لمجموعة أهداف أصغر و من ثم يضع خطة للوصول إلى كل هدف على حدة. فمثلاً، قد يكون حلم أحدهم أن يصبح ذا جسد صحي (مثل المليونير براين جونسون الأربعيني الذي يريد أن يرجع إلى عمر 18). لا يكفي وجود الحلم، بل يجب أن يتم تجزيء الحلم إلى أهداف أصغر ذي خطط مدروسة. فيكون الهدف الأول مثلاً النوم في الساعة التاسعة مساء كل ليلة لمدة ثماني ساعات. و يتم وضع خطة لهذا الهدف بأن ينام الانسان أبكر بمقدار نصف ساعة كل يوم حتى يصل المرء إلى النوم في الساعة التاسعة مساء، و لمدة ثماني ساعات كاملة كل يوم. و يكون الهدف الثاني، أن يتناول طعاماً صحي. فيتم وضع خطة لهذا الهدف، بأن يأكل 50 جرام من الخضار يومياً لمدة سنة، و خلال السنة المقبلة، يتوقف عن أكل الحلويات. و هكذا..
إذاً، فعلى الانسان أن يبدأ بمعرفة حلمه، و من ثم تجزيئه لأهداف أصغر و وضع خطة عملية لكل هدف تحمل ميقات معلوم لكل هدف. و يٌفضل أن يصنع ثلاثة خطط، الأولى خطة لأول سنة، و الثانية خطة للثلاث سنوات القادمة و الثالثة خطة للخمس سنوات القادمة.
تشير الدراسات بأن مجرد أن يكون للإنسان عادة في أن يكتب خططه اليومية، ينجر بشكل تلقائي إلى عادات حميدة و إلى القيام بما كتبه و بمحاولة إنجازه. فماذا لو كتب الانسان أحلامه و أهدافه الصغيرة التي توصله إلى حلمه الكبير و خطط هذه الأحلام و الأهداف؟ ماذا لو كتب الانسان خطته للسنة المقبلة، و خطته للثلاث سنوات القادمة، و خطته للخمس سنوات القادمة؟ سيكون له فرصة أن يرى و يقيّم أهدافه المكتوبة أمامه و يعدلها إن استلزم الامر أو أن يمضي معها باطمئنان و حماس.
دونوا أحلامكم و أهدافكم و خططكم و من ثم امضوا معها!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
Comments